عندما يزور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الرئيس جو بايدن في 31 يناير/كانون الثاني، وعلى عكس العديد من القادة الآخرين الذين تلقوا دعوات إلى المكتب البيضاوي، هناك جدول أعمال جاد وحافل بالقضايا العالمية المُلحِّة للمناقشة بين الزعيمين. فعلى المدى القريب والعاجل، سيُطلب من الشيخ تميم التزام قطر بمساندة الجهود المبذولة لمعالجة احتمال انقطاع إمدادات الطاقة الروسية إلى أوروبا الغربية، وخاصة ألمانيا، في حالة إذا واصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التهديدات بمهاجمة أوكرانيا. حاليًا توفر قطر حوالي 5٪ من إمدادات الطاقة الأوروبية وفي حين قد يتم تقييد قدرتها على توسيع شحنات الغاز الطبيعي المسال بسرعة بسبب العقود طويلة الأجل الحالية، لكن استجابة قطر لهذا الطلب قد تكون عنصرًا حاسمًا لنجاح الولايات المتحدة في الحفاظ على وحدة الناتو في مواجهة العدوان الروسي في أوكرانيا والتهديدات ضد أعضاء الحلف المعرضين للخطر.

الأمر الآخر الأقرب إلى الولايات المتحدة، وهو دور قطر بصفتها القوة الحامية للولايات المتحدة في كابول ما يجعلها شريكًا أساسيًا في إدارة المهمة الدقيقة المتمثلة في معالجة مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وأفغانستان الآن بعد أن عادت طالبان إلى السلطة. وقد ورد أن اجتماعًا جرى بين ممثلي طالبان ودبلوماسيين غربيين ومنظمات مجتمع مدني أفغانية في أوسلو في وقت سابق من يناير/كانون الثاني، جلب بعض التفاؤل بشأن إحراز مزيد من التقدم في تطبيع الأوضاع في أفغانستان، لكنه لم يكن اختراقًا. وأوضحت الولايات المتحدة أن تحسن أوضاع حقوق الإنسان في أفغانستان أمر ضروري لدفع التطبيع بين البلدين. كما أوضح الرئيس بايدن أن إطلاق سراح الرهينة الأمريكي مارك فريريتش شرط مسبق ضروري. سيتم تكليف الحكومة القطرية بدور مهم في إدارة هذه العملية للولايات المتحدة طالما ظلت السفارة الأمريكية مغلقة.

أخيرًا، أثارت زيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في الأيام التي سبقت زيارة الشيخ تميم إلى واشنطن، تكهنات بأن القطريين يلعبون دورًا في إيصال الرسائل بين واشنطن وطهران. وتزايدت التقارير التي تفيد بأن الجانبين يقتربان من التوصل لاتفاق في فيينا لإحياء الاتفاق النووي الإيراني. كان هذا دورًا لعبته عمان في الفترة التي سبقت المفاوضات النووية في عهد أوباما.

الأهم من ذلك كله، أن جدول الأعمال الواسع للقضايا المطروحة على الطاولة عندما يجتمع القادة الأمريكيون والقطريون يعكس إدارة الدوحة الذكية لعلاقتها مع الولايات المتحدة منذ أدنى نقطة وصلت لها العلاقة في عام 2017، عندما أشار دونالد ترامب في البداية إلى دعم الولايات المتحدة لقرار مجلس التعاون الخليجي بمقاطعة قطر، وحتى اليوم، حيث تمكن القطريون من إثبات قدرتهم على إقحام أنفسهم في القضايا التي تفيد واشنطن. ونجاحهم في القيام بذلك قد أتاح تحقيق المنفعة المتبادلة لكلا البلدين ويُبشَر بعلاقة ناضجة بشكل متزايد في الفترة القادمة.


The Middle East Institute (MEI) is an independent, non-partisan, non-for-profit, educational organization. It does not engage in advocacy and its scholars’ opinions are their own. MEI welcomes financial donations, but retains sole editorial control over its work and its publications reflect only the authors’ views. For a listing of MEI donors, please click here.