لقاء الرئيس جو بايدن مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يوم الاثنين 26 يوليو/تموز لن يفتح آفاقًا جديدة، لكن الأمريكيين بدلًا من ذلك يحاولون إبراز الجوانب غير العسكرية للعلاقة الثنائية. ففي وزارة الخارجية الأمريكية في نهاية الأسبوع الماضي، قاد وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين فرقًا ناقشت التعاون المستمر في مجالات مثل الصحة العامة، حيث يدعم الأمريكيون جهود بغداد للتعامل مع تفشي فيروس كورونا. كما أعلن بلينكن يوم الجمعة الماضي عن مساعدات إنسانية أخرى بقيمة 155 مليون دولار للعراقيين النازحين داخليًا وكذلك لتجمعات اللاجئين العراقيين في الدول المجاورة. كما طلبت إدارة بايدن 448 مليون دولار من المساعدات الخارجية للعراق ضمن طلباتها لموازنة السنة المالية 2022. من المرجح أيضًا أن تتعاطف إدارة بايدن مع الطلبات العراقية بإعفاءات جديدة من العقوبات المفروضة بهدف وقف استيراد العراق للغاز والكهرباء من إيران، في الوقت الذي يعاني فيه العراق خلال صيف آخر من نقص في الكهرباء.

وعلى الرغم من جهود واشنطن لتوسيع الاهتمام إلى التعاون في مجالات الصحة والتعليم والاقتصاد، لا يزال اهتمام وسائل الإعلام يركز على مستقبل 2500 جندي أمريكي منتشرين في ثلاث قواعد عراقية. تريدهم إدارة بايدن أن يبقوا في العراق من أجل تدريب وتقديم الاستشارة لقوات مكافحة الإرهاب العراقية والكردية التي تقاتل داعش. (تعمل القوات الأمريكية في شمال العراق أيضًا كمركز لوجستي للوجود العسكري الأمريكي الصغير في شرق سوريا). وتفضل واشنطن أن تعمل القوات العراقية بقوة لوقف وردع هجمات الميليشيات العراقية الموالية لإيران ضد السفارة الأمريكية والمنشآت التي تستضيف القوات الأمريكية. في الأساس، ترغب إدارة بايدن في وجود قوة أمنية أقوى تحت سيطرة بغداد تكون قادرة على احتواء داعش وقادرة أيضًا على مواجهة الميليشيات العراقية الموالية لإيران وتمكين بغداد من مقاومة الضغط الإيراني. من ثم، لمساعدة كاظمي سياسيًا في الداخل، ستقبل إدارة بايدن بإجراء تغييرات تجميلية في الرواية المتعلقة بوجودها العسكري في العراق، دون تغيير جوهر لما تفعله تلك القوات. فمع تزايد الضغوط ضد العمليات العسكرية الكبرى الجديدة في الشرق الأوسط داخل الكونجرس، وخاصة بين الديمقراطيين الليبراليين، تحتاج إدارة بايدن أن تظل عملية العراق خالية من الخسائر.


The Middle East Institute (MEI) is an independent, non-partisan, non-for-profit, educational organization. It does not engage in advocacy and its scholars’ opinions are their own. MEI welcomes financial donations, but retains sole editorial control over its work and its publications reflect only the authors’ views. For a listing of MEI donors, please click here.