From our own vantage point of being frozen in place amid the coronavirus crisis, it is tempting to see world politics through that same lens.
If only that were the case when it comes to civil war in the Middle East. Although press coverage may have shifted almost totally to the worsening global pandemic, the conflicts in Iraq, Syria, Yemen, and Libya are anything but frozen.
With a looming coronavirus crisis, this isn’t good news for populations of these countries. While the recorded number of infections may be low for now, that is likely to change in the future. And like with individuals, where a compromised immune system reduces capacity to resist disease, civil war erodes a country’s capacity to cope with a calamity like the coronavirus.
Syria could suffer disproportionately as a result of the coronavirus scourge. The quality of health care in the country has become degraded by wartime atrophy as well as by Syrian and Russian military attacks on hospitals. Moreover, the lifeline of the Assad government is Iran, which is currently the coronavirus epicenter of the Middle East. With Iranian militias still rotating in and out of the country and flights still operating between Damascus and Tehran, Syria has a high risk of becoming a hotspot for coronavirus infections.
Moving to Iraq, civil protest movements, a governance crisis, and escalation of the U.S.-Iran conflict on Iraqi soil all make it susceptible to the worst ravages of the virus. Not to mention the possibility that an Iranian presence in the country makes it vulnerable to a rapid spread.
Libya, too, is unlikely to be able to cope well with a coronavirus crisis. Persistent attacks on Tripoli by the forces of General Khalifa Hifter have hollowed out the health care system and reduced the country’s ability to test for and respond to the virus.
Yemen seems the least equipped of all to cope with what is likely a looming crisis. A cease-fire called by the UN secretary-general because of the coronavirus has already shown signs of breaking down. And a subpar health care system, combined with tens of thousands malnourished and sick individuals, make it a candidate for high mortality rates from the virus.
The poor prognosis for these conflict-riddled countries to cope with the crisis will likely be exacerbated by a lack of cooperation among regional and global actors. The tragedy may be that at a time when the virus crisis cries out for more cooperation, the capacity (and will) for working collectively is itself compromised. While the attention of regional and global actors has turned inward toward fighting the virus at home, they are less likely to turn outward to help the countries in civil war defeat the virus, not to mention tamp down the conflicts themselves.
Ross Harrison is a senior fellow at the Middle East Institute and is on the faculty of the School of Foreign Service at Georgetown University and the political science department at the University of Pittsburgh.
Photo by Amru Salahuddien/Anadolu Agency via Getty Images
فيروس كورونا والحروب الأهلية في الشرق الأوسط
روس هاريسون
من المغري لنا أن نراقب تطورات العالم بالعدسة نفسها التي ننظر من خلالها إلى أنفسنا ونحن عاجزين عن الحراك بسبب أزمة تفشي فيروس كورونا. إنما هذه الحال لا تنطبق تماما على أوضاع البلدان التي تشهد حروبا أهلية في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أن معظم التغطيات الصحافية على امتداد العالم باتت تركز بشكل شبه تام على تفشي الوباء، إلا أن الصراعات العنيفة في العراق وسوريا واليمن وليبيا لم تشهد استراحة محاربين.
استمرار هذه الصراعات بالتوازي مع احتمال تفشي الوباء لا يمكن أن يكون أمرا مبشرا لأهل هذه الدول. ورغم أن أعداد الإصابات بالفيروس ما زالت متدنية في تلك الدول، إلا أن احتمال أن تنقلب الحال إلى عكسها قائم ومرجح في المستقبل القريب. وعلى نحو ما يؤدي نظام المناعة الضعيف في الجسم البشري إلى العجز عن مقاومة الأمراض، فإن الحروب الأهلية تؤدي إلى تآكل قدرة البلاد على التعامل مع كارثة مثل انتشار فيروس كورونا.
والأرجح أن آفة فيروس كورونا قد تؤدي إلى معاناة كبيرة للسكان في سوريا. فبنية الرعاية الصحية في البلاد تدهورت بشدة نتيجة استمرار الحرب لمدة طويلة من جهة ونتيجة للهجمات التي تعرضت لها المستشفيات في أنحاء البلاد التي قام بها الجيشان السوري والروسي من جهة ثانية. وفضلا عن هذا كله، فليس خافيا أن حكومة الأسد تتغذى من شريان خارجي هو الدعم الإيراني، وهي الدولة التي تعتبر حاليا بؤرة لتفشي فيروس كورونا في الشرق الأوسط. وتاليا، ومع استمرار الميليشيات الإيرانية بتبديل مقاتليها ووحداتها من وإلى البلاد، واستمرار الرحلات الجوية بين طهران ودمشق، فإن سوريا تواجه احتمالا كبيرا في أن تتحول بؤرة ساخنة للعدوى.
وبالانتقال إلى العراق، فإن الأزمات التي يعانيها هذا البلد والمتمثلة بحركة الاحتجاجات المدنية، وأزمة تشكيل الحكومة، والصراع المتصاعد بين الولايات المتحدة وإيران على الأراضي العراقية، تمثل، مجتمعة، عوامل ضعف تجعل البلاد معرضة لأسوأ الويلات بسبب انتشار الفيروس. هذا فضلا عن تواجد إيراني كثيف في طول البلاد وعرضها يجعلها عرضة لتفشي الوباء.
ليبيا أيضا غير قادرة على التعامل بشكل مقبول مع أزمة كورونا على الأرجح. وقد ساهمت الهجمات التي نفذتها قوات الجنرال خليفة حفتر على طرابلس في تجويف نظام الرعاية الصحية، وإضعاف قدرة البلاد على التعامل مع تفشي الوباء والاستجابة للتحديات التي يفرضها.
من جهته يبدو اليمن هو البلد الأقل جهوزية، بين هذه الدول، للتعامل مع أزمة تفشي الفيروس التي تلوح في الأفق. ولم يكن النداء الذي أطلقه أمين عام الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في اليمن، على خلفية احتمال انتشار العدوى، إلا علامة من علامات الانهيار الوشيك. ومن شأن المستوى المتدني للرعاية الصحية في البلاد، ومعاناة عشرات الألوف من من سوء التغذية أن يرفعا نسبة الوفيات بين المصابين، بشكل كبير، في حال تفشي الوباء.
ومما يفاقم من التوقعات السيئة التي تنتظر هذه الدول التي تعاني من صراعات داخلية، أن الدول الخارجية المعنية بالأزمة، إقليميا ودوليا، غير قادرة على التعاون والتنسيق راهنا. وتكمن المأساة في واقع أن انتشار الفيروس يحتاج مزيدا من التعاون الإقليمي والدولي، غير متوفر حاليا. ذلك أن جل اهتمام الدول الخارجية بات موجها إلى أوضاعها الداخلية، ومكافحة انتشار فيروس كورونا. ومن المرجح أن ضعف الاهتمام الإقليمي والدولي بهذه البلدان التي تشهد صراعات داخلية، والانصراف الدولي شبه الكامل عن التعاون والتنسيق بشأن أوضاعها، سيؤدي إلى مفاقمة أوضاعها في حال انتشار الفيروس فيها. إذ يتركز اهتمام الجهات الدولية والإقليمية الفاعلة، اليوم، على مكافحة الوباء داخل البيت، ومن غير المرجح أن تهتم بمساعدة هذه الدول على مواجهة انتشار الفيروس، ناهيك عن استبعاد تقديم أي مساعدة راهنا لوقف الحروب الأهلية المندلعة فيها.
The Middle East Institute (MEI) is an independent, non-partisan, non-for-profit, educational organization. It does not engage in advocacy and its scholars’ opinions are their own. MEI welcomes financial donations, but retains sole editorial control over its work and its publications reflect only the authors’ views. For a listing of MEI donors, please click here.