تقليديا، تتجنب الإدارات الرئاسية المنتهية ولايتها اتخاذ مبادرات سياسية جديدة في الفترة الفاصلة ما بين الانتخابات وتنصيب الرئيس الجديد، من أجل ترك أقصى مساحة ممكنة للفريق القادم لصياغة سياساته الخاصة. كان هذا عكس النهج الذي اتبعته إدارة ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو. فبعد أول زيارة قام بها مسؤول أمريكي رفيع المستوى لمستوطنة إسرائيلية في الأراضي المحتلة، واصل بومبيو جولته في الخليج، مع توقف في الإمارات العربية المتحدة وقطر والمملكة العربية السعودية. ووفقًا لتقارير صحفية، تضمنت جولة بومبيو أيضًا تسهيلًا للقاء وجهًا لوجه بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
لن تكون كل جهود بومبيو غير مُرحب بها من قبل إدارة بايدن القادمة. ففي حين أنه من المحتمل ألا يضع نفس التركيز على المبادرة مثل إدارة ترامب، إلا أن فريق بايدن لن يعارض التطبيع الإسرائيلي السعودي من حيث المبدأ. ولن يعارض جهود بومبيو، وفقًا لبيان مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، لحل النزاع داخل دول مجلس التعاون الخليجي مع قطر.
لكن ثمة جوانب أخرى لن تحظى بقبول جيد من قِبَل الإدارة الجديدة. كان بومبيو واضحًا في أن إدارة ترامب ستواصل البحث عن طرق في أيامها الأخيرة لتعزيز سياسة "الضغط الأقصى" على إيران وتقييد الإدارة القادمة. فقد كانت إيران نقطة رئيسية للنقاش في جميع العواصم التي زارها بومبيو. علاوة على ذلك، فإذا كان هذا هو الأساس لتعاون نتنياهو ومحمد بن سلمان، فسيكون ذلك إشكاليًا لإدارة بايدن، التي أعلنت هدفها السياسي المُتمثل في إعادة التعامل مع طهران بخصوص الاتفاق النووي الإيراني. بالإضافة إلى ذلك، كان مفهومًا أن بومبيو يناقش مع محاوريه في الخليج إمكانية تصنيف الحوثيين اليمنيين كمنظمة إرهابية أجنبية، المُفترض أن ذلك بناءً على مطالبة من السعودية والإمارات وربما الحكومة اليمنية. إذا استمر في هذه الخطوة، فسوف يجعل ذلك مصلحة إدارة بايدن المُعلنة في لعب دور بناء في حل الصراع اليمني أكثر صعوبة بالإضافة إلى تقويض برامج الإغاثة الإنسانية الضرورية.
The Middle East Institute (MEI) is an independent, non-partisan, non-for-profit, educational organization. It does not engage in advocacy and its scholars’ opinions are their own. MEI welcomes financial donations, but retains sole editorial control over its work and its publications reflect only the authors’ views. For a listing of MEI donors, please click here.