وسط مخاوف الغرب من أن روسيا على وشك مهاجمة أوكرانيا، وقعت تركيا وأوكرانيا اتفاقية للتجارة الحرة وأعلنتا عن صفقة لأوكرانيا لتصنيع طائرات مُسيّرة تركية خلال زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان الأخيرة إلى كييف في 3 فبراير/شباط. تمثل الزيارة جزءًا من خطة أردوغان لتعميق علاقات تركيا بأوكرانيا، التي لا تعد فقط سوقًا مهمًا لتصدير منتجات الدفاع التركية، ولكنها أيضًا أساسية لجهود أنقرة للتخفيف من التداعيات السلبية للعقوبات الأمريكية على صناعتها الدفاعية. إحدى هذه المجالات التي خلقت فيها العقوبات الأمريكية مأزقًا للصناعات الدفاعية التركية هي تكنولوجيا المحركات. إذ ترغب تركيا في تطوير تكنولوجيا محلية لصناعة المحركات وتأمل أن يؤدي التعاون مع أوكرانيا، التي تصمم وتصنع محركات تشغل عشرات الأنواع من الطائرات في العديد من البلدان، إلى نقل هذه المعرفة.
تعد الشراكة الدفاعية بين تركيا وأوكرانيا عنصرًا رئيسيًا في دفع أردوغان لإنشاء صناعة دفاعية محلية تساعده على إبراز قوته العسكرية في الخارج وجعل تركيا قوة عالمية مستقلة عن الغرب. لهذا السبب يحرص أردوغان على تعميق العلاقات مع أوكرانيا على الرغم من احتجاجات روسيا. يحظى التعاون الدفاعي التركي الأوكراني بدعم الغرب، الذي يرى مبيعات تركيا لطائرات مُسيّرة لأوكرانيا كجزء من تضامن الناتو في مواجهة العدوان الروسي. بالنسبة لأوكرانيا، يعد التعاون مع تركيا عنصرًا رئيسيًا في استراتيجيتها لردع روسيا، خاصة وأن عضوية الناتو لا تزال بعيدة المنال. حتى الآن، لم يغير تعاون تركيا مع أوكرانيا ميزان القوى مع روسيا، وتمكنت أنقرة من تحقيق التوازن الدقيق بين تنمية علاقات دفاعية وثيقة مع كييف وحماية مصالحها مع موسكو. ولكن قد يأتي وقت يصبح فيه مستوى التعاون الدفاعي بين البلدين غير مقبول بالنسبة لروسيا، مما يجعل أوكرانيا أقل أمنًا وتركيا أكثر عرضة للانتقام الروسي، والغرب يصبح أكثر تخوفًا من تزايد العدوان الروسي.
The Middle East Institute (MEI) is an independent, non-partisan, non-for-profit, educational organization. It does not engage in advocacy and its scholars’ opinions are their own. MEI welcomes financial donations, but retains sole editorial control over its work and its publications reflect only the authors’ views. For a listing of MEI donors, please click here.